الخميس، 22 أكتوبر 2009

مذكرات زوجة أسير ..2\1



الحلقة الثانية

..بعد خروج زوجي من السجن في عام 91 منع من التحرك داخل الوطن ،وأعطي هوية خضراء (تعني إقامة جبرية) وعليه أصبح لايستطيع التحرك ، فقام بشراء بعض الأغنام بدعم من والده ، وعمل على تربيتها ،وهكذا مضت الأيام بأمن واستقرار نسبي ،ولكن ذلك لم يرق لأعداء الله ،ففي شهر 11 من عام 1992 ،وفي الليل وإذا بالبا يطرق بشدة - زوجي ليس بالبيت ..لم يعد من دوامه من أبو ديس .. يصرخون افتح الباب جيش الدفاع!!...فأرفض ذلك لعدم وجود رجل في البيت ..وقلت لهم اذهب وأت برجل كبير من البلد لأفتح لك ،قال لي :أنا ضابط المخابرات جلال وأنا أضمن أي شيء ، وإذا لم تفتح الباب سأقوم بتفجيره، فتحت الباب وكانت والدتي موجودة عندي هذه الليلة ، فدخلت مجموعة كبيرة وأخذوا يفتشون البيت غرفة ..غرفة..وقالوا لي عند خروجهم :أين محمد؟في دوامه. كيف تتصلي به؟ لا اتصال. حتى لوم مرض ابنك كيف تخبريه؟؟اتصرف لوحدي دون اتصال. المهم ابلغيه أنني أريده أن يأتي للمقابلة....وهكذا وبعد عدّة أيام بعدما كنت أقف مع أخ زوجي أما البيت وهو يلبس الكوفيه الحمراء متلثما بسبب الطقس البارد ..وإذ بقوة كاملة تقتحم الحي ، فأركض نحو الأولاد تاركا الخبز الذي اخبزه ، فيدخلون البيت ويفتشونه جيدا..ويسألني الضابط مرة أخرى :أين محمد؟؟ لم يعد بعد..تكذبي ، لقد عاد. لا لم يعد .يأتي الجيران وأهلي فيقوموا بأخذ أخي الكبير ..ويمنعون التجول في البلد ..وأثناء وجود أخي معهم يسمعهم يقولون أنهم يريدون زوجي بنفسه ، ويحاولوا أن يجعلوا أخي يتصل به...ثم يطلقون سراحة دون أن يحصلوا على شيء منه....


نستكمل سلسلة حلقات مذكرات زوجة أسير كما كتبتها امي - حفظها الله - بكلماتها ..المحترقة

ويأخذني الحنين



يا شاطئ الذكرى أمامك زورقي ... !!!




زورق الذكريات ..والحنين ... لكل كلمة دونها قلمي هنا
...... لكل من قرأ حرفا ...

لكل خاطرة اجتاحت فكري لحظة صفاء فداعبت قلمي هنا..

.......

بين عاصفة الحياة الجديدة...التي حطت رياحها الغضة بي إلى بيت
زوجي الغالي
استجمع ذكرياتي العزيزة
وتجتاحني رغبة دؤوبة لاستكمل دربي بينكم ومعكم ...

وريشة فكري وأدبي هنا ... تواصل أمام ناظريكم وتحدث أرواحكم وعقولكم بما افاض
عليها ربها من فضله
بإذن الله

أختكم



الجمعة، 20 مارس 2009

خدعك البلاء

خدعك البلاء
!!

حلم جميل ...يشفي العليل
ظلال الحياة...ظلال تزول
هموم الحياة ..تشد الأصول
سعادة يوم...أشد الحصول
وقمة حزن ..نراها تقول:
***
تراني كثيرا...أمر عليــك
تلاقي وجودي...قريبا إليك
وفيما سرابي...في ناظريك
تـراتـيب رب...لطيف لديك
تغاضي عيونك ...عما هداك
وتطلب ألما...غريبا عليك
***
فلو كنت حقــا...قرأت الكتاب
وفهّمت معنى...الرجا والثواب
تدارست فقه ...البلا والصّعاب
لكنت الأبي ... الذي لا يهاب
***
بلايا الوجود..هدايا اقتراب
ودمع الفراق...وقود اغتراب
وحرقة قلب....وطول ارتقاب
سبيل اللقاء..في يوم الحساب

بقلم :شفاء سراحنه
25-شباط -2009

الجمعة، 20 فبراير 2009

هنا نحن ..أجل ..هنا نحن

.
.
هنا نحن..أجل هنا نحن!
.
.
.
يوم جديد من الهمة المتقدة ،والروح الربانية ،تحف سيرها ،منذ أن برقت الأشعة الذهبية عيناها الزرقاوات ، والساعة تعزف لها اقرب الأناشيد على نفسها ،فتوقظها مهماتها وأهدافها التي تجدد نزالها يوميا مع الوقت بين الشروق والغروب وبين الغروب والشروق ، وأول ما تفعله بعد ترتيب فراشها ،أن توقظ أهلها فكل لديه مشاغله ،والحياة جهاد لا ينتهي ؛ فيوم جديد في صحائفهم قد بدأ وهم نيام!!، وما أن ينهضوا حتى تكون قد جهزت إفطار بسيطا لهم ،واستعدت للذهاب للمستشفى حيث العمل! ،فتمشي قليلا حتى تصل محطة الباصات ،وتركب الباص انتظارا أن يمتلأ ويقلها حيث العمل، وأثناء الانتظار تفتح حقيبتها فتجد الكتب الطبية والسماعة ، وتنظر في حقيبتها الجانبية فترى مصحفها الصغير وكتاب معلمها الراشد هناك ..يسافر جسدها للعمل ..وتسافر روحها وعقلها وقلبها مع كلمات خالدة يرسمها الكاتب بإلهام عجيب ،تسافر متناسية المحيط وكأنها ينقلها هناك حيث دوّن كلماته...في ميدان الدعوة ...وتسافر مع كلماته الملهمة في قطار الدعوة ، وإذا بالباص يتوقف ، وأذن بالوصول ، تمسكه بحرارة كلماته التي تترانم على مسامعها اثناء الوصول والعمل :" أي أن الثبات على المنهج يقتضي الثبات على الإيمان ، والاستمرار على الدعوة إليه دون التفات للوراء ، أو نظر للخلف ،أو اهتمام بقلة الأنصار ووحشة الطريق"
>
>
ويبدأ النصف الأول من يومها ،إنها المستشفى ، حيث تمتزج الآلام بالدموع ،والابتسام بمسكن الألم ، وتبدأ المرور الصباحي مع الأطباء ،يحاكي محياها كل عليل ،وترفع كلماتها النابضة بالحياة الأنفس التي أسقمتها علل الأبدان ! ، فهي بلسم حتى قبل أن تصف العلاج ، لكنهم لا يعلمون أن دعواتهم المليئة بالألم والصدق ، تحمل روحها لتحلق فوق النجوم ، وتملئ نفسها بسعادة تلتئم به أي تعب وألم يرتبط بمهمتها ، لكن لحظة من السعادة أمام سرير المريض المبتهل سرعان ما تنقطع بنظرة خاطفة لأختها ورفيقة دربها التي تقف بجانبها وتشارطها لحظاتها حتى في العمل ،وتزول ملامح العطاء اذ تحس بضيق يلف هذا القلب القريب منها، وتتصنع الابتسام ،ولا تبدو عفوية كما اعتادوا عليها في كلامها...وبعد أن تنهي المرور ،تخطف يد صاحبتها لغرفة قريبة ،ويأخذهما حوار غامض ،تلفه مشاعر الضيق والاختناق الذي يكتنف أختها ...يختطف الأمس والغد أوقات ندري وما ندري أتعود بنا أم لا نعود نحن ! ، أما اليوم فنحن معا الآن ،وكلنا ثقة بمستقبل يزدهر بعطاء المنان ،وفي انتظارنا لذلك نفوسنا لا تهدأ عاملة!! وتعتركنا الحياة ،لكن هيهات تنسينا أنها معبر آخرتنا.
.
.

فترفع اختها رأسها قائلة : أتعلمين متى وجع القلب؟!
...انه حين يتصدرنا العقل القلبي ،ويتراجع القلب العقلي..ولكن ألا يحق له راحة مؤقتة؟!
- بلى ولكن اختيار هذه الراحة يجب أن يكون مناسبا ،أوما تتذكرين يوم أن قرأنا معا قصة القلب السّام! وقلت لي :أنك ستحسين بقلبك فقط حيث تجدين أن هناك من يستحق أن يلهب عقولنا!
- نعم ،ولكن ليس الأمر دائما هكذا ،ففي أقصى درجات البذل الرباني تعترينا مشاعر تسمو بسمو قلوبنا ورسالتنا ،التي تحتاج دائما قلبا محبا!!
- وهنا أومأت رأسها ، ورفعته نبرتها الحارة :هنا نحن أي والله هنا نحن!
>
>
ويمضي اليوم بغصة بين حركات الجوارح وسكون النفس ،وتأخذ الام المرضى
.
ترسم منحنى القلب الأكثر جمالا ، قلبا.. لا يبحث عما غاب دهرا...بل هو هنا حيث يشد أزرا ويمسح دمعا ..ويسعد قلبا...
.

فهنا نحن أيضا ..أجل هنا نحن


بقلم: شفاء سراحنه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع ان وجع القلب في نظري له منحنى اخر لم تنظر له الاختان هنا


الخميس، 5 فبراير 2009

يوم أن كنت صغيرا

.
.
يوم أن كنت صغيرا
حينما زان فؤادي
حب أمي وبلادي
يوم أن زار أذاني
صوت تكبير الأذان
حينها كان طريقي
قد تعبد للفدا
للأرض بل والأبرياء
للدين بل والأتقياء
للحب حب الأوفياء
>
* * *
>
يوم أن كنت صغيرا
حينما حن فؤادي
للخبز والزيتون من أرض بلادي
حينها رسمت معالم دربنا
درب المحبة والرشاد
درب نعود به إلى الأمجاد
للقدس بل ومساجد الأجداد
للصامدين على تراب بلادي
للصابرين على ضنى الجلاد
والرابطين الجأش والأشهاد
>
* * *
>
واليوم إذ صرت كبير مراد
دفقت جموع الحق تجتث الغريب الباد
وتدك كل معاقل الطغيان والأحقاد
وتعلم الأحرار أن طريقهم نورا
وسبيلهم مرصع برشاد
وتفهم الفجار أن الحق منتصر
وأن سواعدهم تعيد بلادي




.وترفرف الخضراء تعلو هامتي
وترترق المقل الدموع يثيرها
حلم الطفولة وعودة الأمجاد
!!!


أهديها لكل مرابط

وكل قابض على الجمر

في بلاد الإسلام

الجمعة، 30 يناير 2009

قبل أ يهدمو بيته

قبل أن يهدموا بيته
!
.
. في غرفته
كما غرفكم الخاصة التي تجدون فيها كل خاص من الكيان والذات ،ورحلة الفكر بين القريب والبعيد ، فكيف بفكره الذي يرى مالا تراه أفكارنا ، فيصيب ويخطىء في اجتهاد عجيب!
يمسك هاتف النقال
ويلتقط هذه الصورة
من نافذته المحببة
من غرفته..
لا اعرف اي نوع من المشاعر اعترى نفسه، وكيف أرق الغروب الموقف ، أي الافكار تسربلت ،وأي الآمال تناحرت نحو نفسه
التقطت كمرة جواله منظرا اتركه بين ناظريكم ،لتملأوها بما تقف كلماتي الصغيرة أمامه

إنه الغروب في شمال غزة..
واطلقوا العنان لما وراء ذلك


وبدأت الحرب ،في غزة

وارتفعت السحب الدخانية وملأت المحيط
ومن نفس الغرفة
ونفس النافذة
تلتقط يده الجوال
لتلتقط صورة أخرى
قبل تختفي بقايا الجمال التي يقتلها العدوان
!
بل قبل أن تختفي النافذة
!
وتختفي الغرفة
!
ويختفي منزله
!!!!





هدم بيته الجميل
.
مرسى الاحلام
ومخبأ الالام
تناثرت تلك اللحظات الجميلة بين الركام
والبحر يهدر من بعيد
وفي قلبه بحر قريب
وفي جوفه كبد عليل
ولحطام منزله المدمر..يبتسم ابتسامة المنتصر
.
يبتسم..فهم ما زالوا هناك معا

بحمد لله


متفائل..يا قوم رغم دموعكم

.
.
أذكرك هنا اختي الغالية..وبلسم روحي..اختي مروة
.
متفائل


يجب أن تتغير

.
.
يجب أن تتغير
!!


لحظة بين الورق



لحظة بين الورق


حطت رحالي هنا..حيث القصائد والمنى!!

تغبو على قلبي..وفي حال الركود تشاركه

ياعارفا أين الخلاص لم لجأت إلي!؟

أوما ترى أني كنت وقد أكون ولن أعود؟!

إحساسي المترابص المتاكل لما مضى يمضي!

لا يترك الأثر القليل ..بل القتيل

إذ تدرك اللحظات أن قساتها ذهبوا

وتعود لي ساخطة بصمت باك

قد لاتداوي نفسها،إلا بما يدوي بصمت

بين أطراف الأوراق البالية

تستجدي مما قد تبقى صفحة

فلا تجد إلا بقدر بكائيا

يا لحظتي :مزقت أوصال عمري جنباتك

وتلاعبت بقدرك مهماتيا

وتذهبين،وتتركيني استجدي فيما تبقى

لحظة أخرى تعطف وتحقق مرادي

!!




الجمعة -30-1-2009
الحادية عشرة ليلا

الخميس، 18 ديسمبر 2008

بين الحرية والحرية



اشتقت لمكان عرفت منه أحبة ، فقادني الشوق إلى هنا ، بإطلالة جديدة تشرق على عيونكم الحية بالحرية والصدق


وكنت قد نويت أن أكمل نشر حلقات مذكرات زوجة أسير التي كتبتها أمي عن تجاربها مع مرات اعتقال أبي الثماني والتي تترك ما تترك على كاهل الأم بعد غياب الزوج ..لتتضاعف الأمانة والرسالة ..وتزداد الضغوط والتضحيات


فثارت في نفسي اليوم ثائرة.... إذ لم تعد سجون الاحتلال سوى صورة مفردة من السجون التي نعيش فيها


لكنها الصورة الأكثر مادية في الاختبار....فنحن في حياتنا نعيش في أنواع عديدة من السجون تغيب عنا أو نغيبها عنا فلا نحسم نتيجتها ، لكن هناك


حين تكون بين يدي أعداء الله ـ فأنت في محنة مادية تضعك على أقسى محكات الاختبار لكل ما تدعي - فأنت هناك متأكد من أمر واحد ..أن الله معك!! ومنه تستمد ما يكون... لأن غير ذلك بين الحقيقة غير المثبتة والتي لا مجال لإثباتها وبين السراب المضلل..!..


ولكن أكثر ما يوجع القلب... حين يخوض البعض تجربة الاعتقال ..وليال الأسر الطوال مع أناس عاش بين ظهرانيهم عمرا..وأحبهم دهرا..أفتتقلب الأحوال والأقوال ..أم لأعداء الله بيننا حكم ومقال.؟؟؟!! ولا أملك هنا إلا أن أذكر من تعرض لهذه التجربة المريرة ..بقوله تعالى" لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَِقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" وأذكرهم أن أصحاب الحق لن يكونوا كذلك إلا إن أثبت ثباتهم للعالم ذلك ، لئن من يتنازل بسهولة ، وتبدل الابتلاءات حاله ، فقد صح لإبليس منه ما تمنى... فلكم الله يا أهل البيعة!!... وأصلح الله حال أمتنا بكم وجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم


ووجدت فيما ذكرت من أنواع السجن ، دليلي لطريق السجن الحقيقي - أعاذكم الله منه
فإن تحررنا منه كنا أحرارا أينما حلت محطاتنا في الحياة ...

لأن الحرية حرية القلب
والعبودية عبودية القلب
!!!!!!

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

كل عام وأنتم بخير


.
.

من تكبيرات الآذن الجريحة ،ومن أمل يشدو عطرها عبيرا ،ومن حب غرس في أعماق الأمة ، ومن مجد عتيد وعز وليد ، نذكر بقول الحبيب المصطفى :"لكل قوم عيد وهذا عيدنا"

.

.

.

.

فتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى الطاعة أدوم

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

استراحة في مستشفى الأمراض العقلية


هل أدركت نعمة العقل!؟

إن حسبت أنك أدركتها ، وحمدتها وشكرتها ،وأرجو أن تكون كذلك ، لكني أدعونا لإعادة تقييم هذه النعمة ..

أتعرفون كلما ازدادت خبرتي في الحياة أجدني ظلمت نفسي وأناس أعرفهم أو لا اعرفهم بغير قصد ، وحقا هذا الشعور يؤلمني ، ويخفي خلفه نواقص في الخبرة الشخصية ، أرجو أن تكون الأيام القادمة كفيلة أن يكون لي فيها أفضل النصيب للاستكمال والخبرة مع سبق الاصرار والترصد للحصول عليه.

أكتب هذه الكلمات أثناء استراحة نأخذها يوميا لمدة نصف ساعة خلال دوامنا في مستشفى الأمراض العقلية أنا وبعض زميلاتي وزملائي من طلبة السنة الخامسة ، أدركت فيها كم هذا الانسان كفور ، أي والله كفور ..تعلم أن يأخذ أنعما لا تعد ولا تحصى ،ولم يتعلم الانصاف حتى في ذكرها ، وتعدى ذلك لايذائه من حرم منها....


فمنذ نعومة أظافري عرفت كما عرف المعظم أن المريض العقلي ((( مجنون))) منبوذ ، إن رأيته في الشارع لا أكتفي بالهروب لشارع اخر او مقابل ، بل احاول اثناء ذلك اختلاس النظر له دون أن يلمحني خوفا من أن يؤذيني!!! ولا بأس بقليل من الابتسامات وذكر ما رأيته لأهلي وأصدقائي كي نضحك قليلا !!..أجل نضحك على هذا الانسان الذي حرم هذه النعمة التي لا ندركها


وهكذا (((المجنون))) و (((مستشفى المجانين))) خفت من هذا الدوام، ومن التعرض لأي أذى ممن فيه ، في حين لا أظنني خفت من حيوان يمر قرب البيت كما كنت أخاف منهم ، سامحوني على هذا التعبير ، لكنه إن دل فإنما يدل على منهجنا في التفكير نحوهم!!!..ومن ناحية أخرى أحادث نفسي أن لا بأس بقليل من الفكاهة والترويح عن النفس في هذا الدوام ،خاصة أنك تحتاج دائما للجدية والاهتمام بالاماكن الأخرى ،،،، وهكذا جئت للدوام أول يوم وسط وصايا الأهل وقلقهم ،وكانت البداية في قسم الإدخال ،قلت لنفسي لن أضحك بداع الشفقة ، لكن لم أستطع أن أمنع نفسي بل شعرت بانبساط لأن منهم من يحدثك بأشياء لا ينسجها خيال خيالك.. وفي الوقت ذاته استرق النظر للطبيب المسؤول ، فأجد ملامح الجدية ، والرغبة القوية في لاستفادة من كل معلومة ، وتوجيه حديث المريض ، لاولا أجد روح الانبساط التي تتكلف ملامحنا لإخفائها ، وبعد عودتي من الدوام ،جلست مع نفسي في غرفتي ؛ أراجع أحداث يومي الأول في " مستشفى الامراض العقلية" وبدأت استشعر وأتخيل كيف تضرب هذه النعمة على أكثر الأوتار حساسية ؛ فنجن كرمنا الخالق العظيم عن سائر خلقه بهذا العقل ........ـ


رحل تفكيري كيف أننا نصغر يوما بعد يوم أمام عظمته سبحانه ، فهو أودع في هذا المريض كل المستلزمات لاكتمال هذه الكرامة التي ميزه بها " العقل والإداراك" ، ولم يجعلها تقوم بوظيفتها بالشكل المفترض ، فتقف جموع الباحثين والأطباء بعجز وبلاهة أمام بديع صنعه سبحانه ، لا نستطيع اكمال جزء !! انتقصه ليكون عبرة لنا ... رحلت أفكاري حيث لا يجدر بها فتوقفت عاجزة مقرة..حين استطرقت للروح " و "الموت" فالعجز يلف بشريتي الصغيرة ، وخالقي يزداد عظمة على عظمته وكبريائه ...نور لا ندرك كنهه ولا يدرك إدراكنا حتى عجزه!!!!!ـ


في اليوم التالي

وفي قسم الإدخال

كنت مع كل مريض أرسم قصة جديدة ، تبدأ بيننا وبينه ، عندنا وعنده ، إداركنا وإدراكه ، حمدنا لربنا وحمده....استشعر الخطاب الإلهي الذي يستلزم منا فيما أقله تهذيب لعقول كريمة من خالقها ، لتكرم نفسها بفكرها ، وقولها وفعلها وعقل شعورها وقلبها ... فتكتمل كرامتها فيما ارتقت به عن غيرهاـ

في أقل من ساعتين من اللقاءات المتتالية مع المرضى ..أحسست بالدمع يؤرق نظراتي وتفكيري .. فبحت بحمد ربي والثناء عليه ...لكن

لكن لم أوف الكثيرين حقهم


انتهت الإستراحة ودخل بقية الطلاب القاعة للمحاضرة...
فأدركت لحظتي بهذه الكلمات..

إن قائمة المهام تتسع يوما بعد يوم ..واليوم لا بد من إضافة الجديد لها ..لا لتكون تعداد ولكن تذكرة لأصحاب الرسالة السامية ..

المريض

والسوي

لا تنس شكر رب العزة قبل وبعد كل أمر

9-10-2008

حبيبي..قوي صغير




لأختي الغالية

...


حبيبي
قوي صغير
عمره بين الرضا والقرب أسير
ولرب العزة يصفو ويطير


حبيبي
ليت قلبي مثل قلبك العذب الأصيل

ليت ودي مثل ودك للقلوب وللأصيل

حبيبي
يارفيق عمري ودربي الطويل القصير

يامداد الروح والعقل وللرأي بصير


حبيبي
ليتني لا أراها تترقرق

فقلبي لقلبك الشغف أسير
ياطيب الود ومعدن الطهر الأصيل

حبيبي
يا ساندي وقت أن عز النصير

إن في الدرب ورودا
و للأشواك فيه حظ وفير
فإذا ما تالفت العقول مع القلوب
مع الليالي لن نكون ولن نسير..


الخميس، 9 أكتوبر 2008

رحلة مع الخطيئة







رحلة مع الخطيئة


ذكر في إحدى الروايات التي حكت لنا عن : "فتيات لله" أن إحداهن سقطت قبل أن ينتصف مشوارها للوصول لرب العزة.مسكينة!! حاولت النهوض مرارا دونما نفع!! ، فكلما مشت بضع خطوات تحاول فيها أن ترجع واثقة بسيرها لتقوى قدماها على متابعة السير ، لكن يا لها من خطيئة تقيدها جيدا ، فيبطؤ سير هذه المسكينة مع بقية الفتيات ، تتراجع وتتراجع لكنها لم تتوقف عن المسير مطلقا ،فهي كما تخبر إحدى صويحباتها : " لا تتنفس إلا إذا ذاقت لذة البذل لأجل الله ولله فقط".وهاهو الركب سيفوتها إن لم تشد أزر قدميها، فالخطى لله تكون بالأرواح قبل الأقدام!!
تراجع نفسها:وتخاطبها "" خطيئتي... لطالما نظرت إلى خطايا البشر بازدراء ،لأن يقيني بدربي وربي منحني ثقة لا تتزحزح بعدم الوقوع مثلهم!!...كيف صرت جزءا مني؟؟؟ لم أنا ؟؟؟ وتجهش بالبكاء" "ـ

وكلما مر عليها بعض الركب يقولون لها قبل فواتها ..لا نصدق كيف بإمكاننا أن نفوتك ،فطالما كنت أنت السباقة فينا.. فكيف صارت خطاك لله الأبطئ!! فتجيب بحسرة:" ما عدت أنا،ما عدت أنا!!

وتظل على هذه الحال حتى تمر عليها أخت عرفتها في الله حق المعرفة وعرفة حقها فيه ...فتأخذ بيدها وتقول لها : أيــه أخيتي ...إن أردت أن تكوني ملكا ،فما هكذا يكون السير لله!!!إن قيدتك خطيئتك ،فقد قيدتني خطيئة يوما وأقعدتني لبرهة ، حينها عرفت أن السير لله لن يكون إلا إن عرفت الخطيئة أننا من بين الخطاءون من لا تحكم علينا القيد ، لأن سيرنا لله وحبه لنا ، كفيلين بفك أقوى القيود ، فكلنا للخطية صائبون ، ولكن ليس كلنا عائدون ،فكوني مع العائدين كوني مع العائدين !!! ـ
"
"
..
أخذت بيدي واشتد أزري ،وعاد بي العهد مع ربي ، وعدت أسابق فيه ، حتى عدت أحب في نفسي حب بارئها لها وحبها له ،وحب "فتيات لله لها"

وبت أحث السير وعاد من أمامي وخلفي يريدون أن أمد لهن اليدا ،ليحثوا الخطى ..الحمد لله ... وهاهي فرحة السير لله وبركتها تحيط بي ..وأتحسسها في زفراتي وحركاتي ..وخفقاتي ـ
وبعد حين ،،ويا لهول بعد حين ،، عدت للخطيئة !! ما أنت يا ابن ادم ؟! أما لمقام الآخرة عندك من مقام؟؟لكن...هذه المرة أجدني أقوى عليها انظر إليها بازدراء كما نظرت "لخطيئة من لا أعرف " وأقول لها : مالك عندي من مكان! ؛؛ فأتركها وعهدي مع ربي يتجدد بأن خطايا الأرض لن تقعدني ما استطعت إلى ذلك سبيلا ،ما دام هو غفور رحيم ،ومادمت بالتوبة سأعيش ومرادي عنده بعد توبة ثبات ويقين فثبات.
"
"
وبعد حين آخر ....وقد تفرقت فتيات لله في الأرض فمنهن من قصّرت مسافتها ومنهن من زادتها ، حتى اللقاء بينهن صار عزيزا ،وصارت الأرواح تلتقي عند الذكر ، عادت الأيام لتجمعها بتلك الفتاة التي أخذت بيدها يوم أن عز الدليل؟! فسألتها : ورحلة الخطيئة؟!
أجابت بعزة:
خلي يدي فلست من أسراك
أنا يا حياة علوت فوق علاك

وتذكر الرواية أن هذه الفتاة عاشت كما عاشت معم فتيات لله بثبات وإيمان لا يتزحزح ، لكنها تميزت بينهن أنها تغذي سيرها بكل فريد وطريف من العمل لله ،فكانت لا تضيع مقاما إلاو تسعى لبلوغه في الله.

وأنها حين حضرتها المنية : تذكرت في لحظة ما كان منها وقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك كما أستغفرك الأولين والآخرين وخيرا مما استغفارك الأولون والآخرين ، أن تمسح ما عثر في سيري إليك ، وأكون حقا قد بلغت المقام عندك ، ولا تحرمني اللهم فرحمتك أولى بأمة هي لك وفيك ..فنظرة لوجهك الكريم مبلغ المراد وأنت الكريم الرحيم.وتبتسم وتنطق بالشهادتين ..لتصعد روحها تحفها الملائكة.



تم بحمد الله .
.
10-6-2008
الأربعاء –الساعة الثامنة صباحا

بعد غياب



تأخرت كثير ..من مدة ...مش عارفة كل ما افتح بحس برغبة جامحة اكلم كل واحد بيفتح مدونتي ...بيشرفني بإطلالاته وتفقداته ..وأشكر كل واحد سألني عن وجود أية ادراجات جديدة ..كل المتابعين والأحبة


بس قبل ما استأنف كتاباتي ..لازم اهني بالعيد ولونها متأخرة




فتقبل الله طاعاتكم.... وأجزل عطاءكم ..ورفع قدركم ..وجعل الفردوس داركم وقراركم


كل عام وانتم بخير