الجمعة، 20 فبراير 2009

هنا نحن ..أجل ..هنا نحن

.
.
هنا نحن..أجل هنا نحن!
.
.
.
يوم جديد من الهمة المتقدة ،والروح الربانية ،تحف سيرها ،منذ أن برقت الأشعة الذهبية عيناها الزرقاوات ، والساعة تعزف لها اقرب الأناشيد على نفسها ،فتوقظها مهماتها وأهدافها التي تجدد نزالها يوميا مع الوقت بين الشروق والغروب وبين الغروب والشروق ، وأول ما تفعله بعد ترتيب فراشها ،أن توقظ أهلها فكل لديه مشاغله ،والحياة جهاد لا ينتهي ؛ فيوم جديد في صحائفهم قد بدأ وهم نيام!!، وما أن ينهضوا حتى تكون قد جهزت إفطار بسيطا لهم ،واستعدت للذهاب للمستشفى حيث العمل! ،فتمشي قليلا حتى تصل محطة الباصات ،وتركب الباص انتظارا أن يمتلأ ويقلها حيث العمل، وأثناء الانتظار تفتح حقيبتها فتجد الكتب الطبية والسماعة ، وتنظر في حقيبتها الجانبية فترى مصحفها الصغير وكتاب معلمها الراشد هناك ..يسافر جسدها للعمل ..وتسافر روحها وعقلها وقلبها مع كلمات خالدة يرسمها الكاتب بإلهام عجيب ،تسافر متناسية المحيط وكأنها ينقلها هناك حيث دوّن كلماته...في ميدان الدعوة ...وتسافر مع كلماته الملهمة في قطار الدعوة ، وإذا بالباص يتوقف ، وأذن بالوصول ، تمسكه بحرارة كلماته التي تترانم على مسامعها اثناء الوصول والعمل :" أي أن الثبات على المنهج يقتضي الثبات على الإيمان ، والاستمرار على الدعوة إليه دون التفات للوراء ، أو نظر للخلف ،أو اهتمام بقلة الأنصار ووحشة الطريق"
>
>
ويبدأ النصف الأول من يومها ،إنها المستشفى ، حيث تمتزج الآلام بالدموع ،والابتسام بمسكن الألم ، وتبدأ المرور الصباحي مع الأطباء ،يحاكي محياها كل عليل ،وترفع كلماتها النابضة بالحياة الأنفس التي أسقمتها علل الأبدان ! ، فهي بلسم حتى قبل أن تصف العلاج ، لكنهم لا يعلمون أن دعواتهم المليئة بالألم والصدق ، تحمل روحها لتحلق فوق النجوم ، وتملئ نفسها بسعادة تلتئم به أي تعب وألم يرتبط بمهمتها ، لكن لحظة من السعادة أمام سرير المريض المبتهل سرعان ما تنقطع بنظرة خاطفة لأختها ورفيقة دربها التي تقف بجانبها وتشارطها لحظاتها حتى في العمل ،وتزول ملامح العطاء اذ تحس بضيق يلف هذا القلب القريب منها، وتتصنع الابتسام ،ولا تبدو عفوية كما اعتادوا عليها في كلامها...وبعد أن تنهي المرور ،تخطف يد صاحبتها لغرفة قريبة ،ويأخذهما حوار غامض ،تلفه مشاعر الضيق والاختناق الذي يكتنف أختها ...يختطف الأمس والغد أوقات ندري وما ندري أتعود بنا أم لا نعود نحن ! ، أما اليوم فنحن معا الآن ،وكلنا ثقة بمستقبل يزدهر بعطاء المنان ،وفي انتظارنا لذلك نفوسنا لا تهدأ عاملة!! وتعتركنا الحياة ،لكن هيهات تنسينا أنها معبر آخرتنا.
.
.

فترفع اختها رأسها قائلة : أتعلمين متى وجع القلب؟!
...انه حين يتصدرنا العقل القلبي ،ويتراجع القلب العقلي..ولكن ألا يحق له راحة مؤقتة؟!
- بلى ولكن اختيار هذه الراحة يجب أن يكون مناسبا ،أوما تتذكرين يوم أن قرأنا معا قصة القلب السّام! وقلت لي :أنك ستحسين بقلبك فقط حيث تجدين أن هناك من يستحق أن يلهب عقولنا!
- نعم ،ولكن ليس الأمر دائما هكذا ،ففي أقصى درجات البذل الرباني تعترينا مشاعر تسمو بسمو قلوبنا ورسالتنا ،التي تحتاج دائما قلبا محبا!!
- وهنا أومأت رأسها ، ورفعته نبرتها الحارة :هنا نحن أي والله هنا نحن!
>
>
ويمضي اليوم بغصة بين حركات الجوارح وسكون النفس ،وتأخذ الام المرضى
.
ترسم منحنى القلب الأكثر جمالا ، قلبا.. لا يبحث عما غاب دهرا...بل هو هنا حيث يشد أزرا ويمسح دمعا ..ويسعد قلبا...
.

فهنا نحن أيضا ..أجل هنا نحن


بقلم: شفاء سراحنه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع ان وجع القلب في نظري له منحنى اخر لم تنظر له الاختان هنا


الخميس، 5 فبراير 2009

يوم أن كنت صغيرا

.
.
يوم أن كنت صغيرا
حينما زان فؤادي
حب أمي وبلادي
يوم أن زار أذاني
صوت تكبير الأذان
حينها كان طريقي
قد تعبد للفدا
للأرض بل والأبرياء
للدين بل والأتقياء
للحب حب الأوفياء
>
* * *
>
يوم أن كنت صغيرا
حينما حن فؤادي
للخبز والزيتون من أرض بلادي
حينها رسمت معالم دربنا
درب المحبة والرشاد
درب نعود به إلى الأمجاد
للقدس بل ومساجد الأجداد
للصامدين على تراب بلادي
للصابرين على ضنى الجلاد
والرابطين الجأش والأشهاد
>
* * *
>
واليوم إذ صرت كبير مراد
دفقت جموع الحق تجتث الغريب الباد
وتدك كل معاقل الطغيان والأحقاد
وتعلم الأحرار أن طريقهم نورا
وسبيلهم مرصع برشاد
وتفهم الفجار أن الحق منتصر
وأن سواعدهم تعيد بلادي




.وترفرف الخضراء تعلو هامتي
وترترق المقل الدموع يثيرها
حلم الطفولة وعودة الأمجاد
!!!


أهديها لكل مرابط

وكل قابض على الجمر

في بلاد الإسلام