الخميس، 22 أكتوبر 2009

مذكرات زوجة أسير ..2\1



الحلقة الثانية

..بعد خروج زوجي من السجن في عام 91 منع من التحرك داخل الوطن ،وأعطي هوية خضراء (تعني إقامة جبرية) وعليه أصبح لايستطيع التحرك ، فقام بشراء بعض الأغنام بدعم من والده ، وعمل على تربيتها ،وهكذا مضت الأيام بأمن واستقرار نسبي ،ولكن ذلك لم يرق لأعداء الله ،ففي شهر 11 من عام 1992 ،وفي الليل وإذا بالبا يطرق بشدة - زوجي ليس بالبيت ..لم يعد من دوامه من أبو ديس .. يصرخون افتح الباب جيش الدفاع!!...فأرفض ذلك لعدم وجود رجل في البيت ..وقلت لهم اذهب وأت برجل كبير من البلد لأفتح لك ،قال لي :أنا ضابط المخابرات جلال وأنا أضمن أي شيء ، وإذا لم تفتح الباب سأقوم بتفجيره، فتحت الباب وكانت والدتي موجودة عندي هذه الليلة ، فدخلت مجموعة كبيرة وأخذوا يفتشون البيت غرفة ..غرفة..وقالوا لي عند خروجهم :أين محمد؟في دوامه. كيف تتصلي به؟ لا اتصال. حتى لوم مرض ابنك كيف تخبريه؟؟اتصرف لوحدي دون اتصال. المهم ابلغيه أنني أريده أن يأتي للمقابلة....وهكذا وبعد عدّة أيام بعدما كنت أقف مع أخ زوجي أما البيت وهو يلبس الكوفيه الحمراء متلثما بسبب الطقس البارد ..وإذ بقوة كاملة تقتحم الحي ، فأركض نحو الأولاد تاركا الخبز الذي اخبزه ، فيدخلون البيت ويفتشونه جيدا..ويسألني الضابط مرة أخرى :أين محمد؟؟ لم يعد بعد..تكذبي ، لقد عاد. لا لم يعد .يأتي الجيران وأهلي فيقوموا بأخذ أخي الكبير ..ويمنعون التجول في البلد ..وأثناء وجود أخي معهم يسمعهم يقولون أنهم يريدون زوجي بنفسه ، ويحاولوا أن يجعلوا أخي يتصل به...ثم يطلقون سراحة دون أن يحصلوا على شيء منه....


نستكمل سلسلة حلقات مذكرات زوجة أسير كما كتبتها امي - حفظها الله - بكلماتها ..المحترقة

ويأخذني الحنين



يا شاطئ الذكرى أمامك زورقي ... !!!




زورق الذكريات ..والحنين ... لكل كلمة دونها قلمي هنا
...... لكل من قرأ حرفا ...

لكل خاطرة اجتاحت فكري لحظة صفاء فداعبت قلمي هنا..

.......

بين عاصفة الحياة الجديدة...التي حطت رياحها الغضة بي إلى بيت
زوجي الغالي
استجمع ذكرياتي العزيزة
وتجتاحني رغبة دؤوبة لاستكمل دربي بينكم ومعكم ...

وريشة فكري وأدبي هنا ... تواصل أمام ناظريكم وتحدث أرواحكم وعقولكم بما افاض
عليها ربها من فضله
بإذن الله

أختكم