الخميس، 9 أكتوبر 2008

رحلة مع الخطيئة







رحلة مع الخطيئة


ذكر في إحدى الروايات التي حكت لنا عن : "فتيات لله" أن إحداهن سقطت قبل أن ينتصف مشوارها للوصول لرب العزة.مسكينة!! حاولت النهوض مرارا دونما نفع!! ، فكلما مشت بضع خطوات تحاول فيها أن ترجع واثقة بسيرها لتقوى قدماها على متابعة السير ، لكن يا لها من خطيئة تقيدها جيدا ، فيبطؤ سير هذه المسكينة مع بقية الفتيات ، تتراجع وتتراجع لكنها لم تتوقف عن المسير مطلقا ،فهي كما تخبر إحدى صويحباتها : " لا تتنفس إلا إذا ذاقت لذة البذل لأجل الله ولله فقط".وهاهو الركب سيفوتها إن لم تشد أزر قدميها، فالخطى لله تكون بالأرواح قبل الأقدام!!
تراجع نفسها:وتخاطبها "" خطيئتي... لطالما نظرت إلى خطايا البشر بازدراء ،لأن يقيني بدربي وربي منحني ثقة لا تتزحزح بعدم الوقوع مثلهم!!...كيف صرت جزءا مني؟؟؟ لم أنا ؟؟؟ وتجهش بالبكاء" "ـ

وكلما مر عليها بعض الركب يقولون لها قبل فواتها ..لا نصدق كيف بإمكاننا أن نفوتك ،فطالما كنت أنت السباقة فينا.. فكيف صارت خطاك لله الأبطئ!! فتجيب بحسرة:" ما عدت أنا،ما عدت أنا!!

وتظل على هذه الحال حتى تمر عليها أخت عرفتها في الله حق المعرفة وعرفة حقها فيه ...فتأخذ بيدها وتقول لها : أيــه أخيتي ...إن أردت أن تكوني ملكا ،فما هكذا يكون السير لله!!!إن قيدتك خطيئتك ،فقد قيدتني خطيئة يوما وأقعدتني لبرهة ، حينها عرفت أن السير لله لن يكون إلا إن عرفت الخطيئة أننا من بين الخطاءون من لا تحكم علينا القيد ، لأن سيرنا لله وحبه لنا ، كفيلين بفك أقوى القيود ، فكلنا للخطية صائبون ، ولكن ليس كلنا عائدون ،فكوني مع العائدين كوني مع العائدين !!! ـ
"
"
..
أخذت بيدي واشتد أزري ،وعاد بي العهد مع ربي ، وعدت أسابق فيه ، حتى عدت أحب في نفسي حب بارئها لها وحبها له ،وحب "فتيات لله لها"

وبت أحث السير وعاد من أمامي وخلفي يريدون أن أمد لهن اليدا ،ليحثوا الخطى ..الحمد لله ... وهاهي فرحة السير لله وبركتها تحيط بي ..وأتحسسها في زفراتي وحركاتي ..وخفقاتي ـ
وبعد حين ،،ويا لهول بعد حين ،، عدت للخطيئة !! ما أنت يا ابن ادم ؟! أما لمقام الآخرة عندك من مقام؟؟لكن...هذه المرة أجدني أقوى عليها انظر إليها بازدراء كما نظرت "لخطيئة من لا أعرف " وأقول لها : مالك عندي من مكان! ؛؛ فأتركها وعهدي مع ربي يتجدد بأن خطايا الأرض لن تقعدني ما استطعت إلى ذلك سبيلا ،ما دام هو غفور رحيم ،ومادمت بالتوبة سأعيش ومرادي عنده بعد توبة ثبات ويقين فثبات.
"
"
وبعد حين آخر ....وقد تفرقت فتيات لله في الأرض فمنهن من قصّرت مسافتها ومنهن من زادتها ، حتى اللقاء بينهن صار عزيزا ،وصارت الأرواح تلتقي عند الذكر ، عادت الأيام لتجمعها بتلك الفتاة التي أخذت بيدها يوم أن عز الدليل؟! فسألتها : ورحلة الخطيئة؟!
أجابت بعزة:
خلي يدي فلست من أسراك
أنا يا حياة علوت فوق علاك

وتذكر الرواية أن هذه الفتاة عاشت كما عاشت معم فتيات لله بثبات وإيمان لا يتزحزح ، لكنها تميزت بينهن أنها تغذي سيرها بكل فريد وطريف من العمل لله ،فكانت لا تضيع مقاما إلاو تسعى لبلوغه في الله.

وأنها حين حضرتها المنية : تذكرت في لحظة ما كان منها وقال: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك كما أستغفرك الأولين والآخرين وخيرا مما استغفارك الأولون والآخرين ، أن تمسح ما عثر في سيري إليك ، وأكون حقا قد بلغت المقام عندك ، ولا تحرمني اللهم فرحمتك أولى بأمة هي لك وفيك ..فنظرة لوجهك الكريم مبلغ المراد وأنت الكريم الرحيم.وتبتسم وتنطق بالشهادتين ..لتصعد روحها تحفها الملائكة.



تم بحمد الله .
.
10-6-2008
الأربعاء –الساعة الثامنة صباحا

هناك 11 تعليقًا:

madeeh يقول...

كل من حاول الاقتراب من ربه وأحس ولو للحظة أن قلبه قد ارتشف من جمال الحرية ـ ولاسيما ولو كانت (سجدة الحرية)التي تعتقه من الارتكاس في عبودية الخطيئة ـ يشعر أن المعصية غريبة عنه , وأن خالقه لن يتركه في هذه الغربة الموحشة لقلبه , وسرعان ما تنساب دموعة التي من نور لتغسل قلبه من هذا الدرن .
جزاكم الله خيرا فكم أثرت هذه الكلمات فيّ , وأسأل الله أن يكتب لها الحياة في وسط الأحياءفـ (كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان)أ/سيد قطب.

جمانة القدس يقول...

يا لسعدها وهنائها تلك الفتاة لله ..

لعلنا نكون مثلها يوماً ما ..

عوداً أحمداً يا شفاء .. وأسأل الله أن تكتبي لنا فلا تنقطعي .. فإن في كلماتك تذكرة !..

أختك

Taweel ashawq يقول...

أخي مديح دائما تشرفني إطلالتك ...
أسأل الله أن تكون كلماتي لها من النصيب ما ذكرت وأسأله لنا ولك القبول

شرفتني

Taweel ashawq يقول...

أهلا جمانة قلبي....

انت بإذن الله اخير منها ..استمري جمانتي

شرفتني

غير معرف يقول...

أتمنى أن يكتبنا الله من خير الخطّائين ...

ألا وهم التائبون !!

بارك الله فيك وفي قلمك يا شفاء


مُحبّتُك في الله،

السعدية

صاحبة هدف يقول...

جزاك الله خيرا كثيرا

نسأل الله أن يصلنا به وصالا لا ينقطع

بارك الله فيكِ

غرباء يقول...

جميلة جدا
..العودة لله عز وجل..
...غرباء..

Taweel ashawq يقول...

اهلا غاليتي السعدية صاحبة الإطلالة الطيبة

أسأل الله أن يكتبنا واياكي في التوابين
المتقبيلن بحوله وعطفه

شرفتني ايتها الطيبة

Taweel ashawq يقول...

اهلا اختي الشيماء ..انه لشرف لمدونتي حين تكتبين رأيك هنا
أسأل الله لي ولك القبول

شرفتني اختي

Taweel ashawq يقول...

غرباء ..اطلة طيبة
بانتظار تدويناتك هناك...

شرفتني

غير معرف يقول...

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
اللهم اجعل خير عمرى أخره



جزاكم الله خيراً على الموضوع